نقطة هروب..................4

وهم الاستقلالية..................ولذة تقييد النفس













قد تحيا بيقين انك اكتسبت قدر متكامل من الحرية والاستقلالية
بشكل يدعم قدرتك علي اتباع اختياراتك بيسر وسلاسة
وبداخلك ذلك الحدس بان الكثير قد يحسدك عليها
"انا رأيي من دماغي
وماليش دراع يتلوي"
كلمات قد تعزو بداخلك احساس امتلاك الزمام
زمام حياتك ومجرياتها
نشوة تظن ان لا شئ يضاهيها
فقد اكتسبتها بعد صراعات طويلة مع المحيط تارة
مع ظروف الحياة وانظمتها تارة اخري
مع افكار توارثتها منها الغث وقليل منها الثمين
نشوة الفوز والانتصار
فانت الان
تفعل ما تريد
وقت ما تريد
في عملك
في دراستك
في حياتك
في قرارتك المصيرية والمستقبلية
ونادرا مع تحتاج الي استشارة الغير
او التردد حيال امر ما
هكذا تعتقد انه اصبح لك اجنحة قوية
تحملك الي حيث ما تريد
ووقتما تريد
يا بشراك فقد نعمت بحرية
فكل قرارتك لا تصدر الا من نفسك!!!!!!!
...................................................
كنت عندما اسمع عن اجر تكوين الاسرة وتربية الاطفال
اتعجب بعض الشئ
وليس تعجب الرفض
ولكنه فضول المعرفة
لماذا اختص هذا العمل الذي قد يقلل من شأنه الكثير؟؟؟
سؤال مطروح واجاباته كثيرة
ورضيت وقتها بشكل غير مكتمل بتفسير
استمرار النسل بذرية تعمر الارض وتوحد الله
تفسير معقول ولكن شيئا بداخلي يخبرني بان هناك شيئا اخر
لابد ان هناك تفسير اخر يرضي شيئا داخلي يؤمن باشياء اكثر علوا
وتمر سنون طويلة
و يمن الله عليك برفقة طفلين في ظروف طارئة
كانوا دائما قرة عين لك
وبتواجدهم تصبح معهم حياتك شيئا اخر
تكتشف فجأة ان تلك المخلوقات الصغيرة امتلكت زمام امرك
وتتحكم تماما في سير حياتك
فجأة تفقد كل ما ظننت انك كسبته خلال سنوات عمرك
يضيق صدرك للحظة ويخفف من ذلك تعلقك بهم
ما اعتدت ان تقوم به ببساطة تامة
اصبح الان مرهون بموافقتهم وسماحهم لك بذلك
بين عشية وضحاها اصبحت ذلك الكأئن الاسير لهم
معزول تماما عن عالمك السحري
علي شفا حافة الجنون لا شك في ذلك
تعلن التمرد
سافعل ما اريد
اعتدت ان تصحو قبل اذان الفجر بقليل
واليوم لا تستطيع ان تتحرك من سريرك خشية استيقاظ الصغار
تعلن الرفض في اخر الامر
وتقرر القيام بعاداتك التي الفتها من سنين
فتجد ذلك الكائن القابع بداخل صدرك
يعيدك الي اسرك الجميل
قلق احد الصغار وقيامه من الفراش مترنحا باحثا عنك
فتتبخر حالة العصيان
وتتواري رغبة الحرية
اي قيد جميل هذا
واين هي حريتي المزعومة؟؟!!!!!
.................................................................................
لايد ان هناك درس ما وراء ذلك كله
فحياتنا ما هي الا سلسلة من الدروس
وطيف من الاختبارات
تقف نفسك لتسال كالعادة
ماهو الدرس؟
فتتعدد لك الدروس امام ناظريك
ويقف القلب عند سبب واحد
يفسر لك شيئا احتار فيه سابقا
في لحظة فقدت ما كنت تدعوه حريتك
واستقلالك
واصبحت اسيرا لتلك الكائنات
نسيت نفسك
اصبت حياتك مسخرة لهم
نسيت كلمة انا
اصبحت تتحرك لهم
تفكر لهم
تنشغل لهم
لحظة واحدة..............ماذا قلت؟؟
نسيت كلمة انا
لم تتردد في اختبارك الفائت
اختفت مع وهم حريتك المزعومة
سبحان الله
لعله درسك الخفي
تربية نفسك المتكبرة
ان تنسي ذاتها وتتفاني في غيرها
لتصبح اكثر لينا
فتتقبل لو شملها الله بفضله
لذة المصاحبة والتفاني في الله
ان من الله عليها في لحظة ما بذلك
فقد منحت نعمة كبري
ان ايقنت ذلك واستوعبت الدرس
..............................................................................
والان
يامن تعتبر انسلاخها عن ذاتها وتفانيها في الاخر............قيد
فمخطئة انت يا عزيزتي
فقد اختبرتي للتو معني تقييد الذات بكل افاتها
فانت الان في اولي خطواتك نحو الحرية الحقيقية

ويامن كنت ممن يعيش حياته لغيره تعطي وتبذل
ثم تأتي لنفسك فتجد انها لا حظ لها معك
فتظن ان الحياة..................قد ظلمتك
فانت مخطئ
وابشر بان من الله عليك باولي خطوات الارتقاء
فاحسن استغلالها لتنعم بمعية الله
فاولي درجات الارتقاء الي منازل المحسنين
نفس مقيدة عن حرية سطوة افاتها
ذائبة في دوائر الاخرين
لا تعرف لفظ...................انا
...................................................................................
لوحة زيتية للفنان فيرننادو فيجا 1959-بعنوان استقلالية- المدرسة التعبيرية-امريكا اللاتينية

1 التعليقات:

كل عام انتم بخير
تقبل الله منا و منكم طيب القول و صالح العمل

19 سبتمبر 2009 في 1:05 م  

Blogger Template by Blogcrowds